مفهوم الشخص

🧠 مفهوم الشخص

📘 تمهيد

يُعدّ مفهوم الشخص من المفاهيم الأساسية في الفلسفة، لأنه يطرح سؤالًا عميقًا حول هوية الإنسان وقيمته ومكانته في الوجود والمجتمع.
من أنا؟ ما الذي يجعلني الشخص نفسه رغم التغيّرات التي أعيشها؟ هل أُعرَّف بجسدي أم بعقلي أم بعلاقاتي مع الآخرين؟
هذه الأسئلة قادت الفلاسفة إلى مواقف مختلفة ومتعارضة في فهم طبيعة الشخص.

🧩 المحور الأول: الشخص بوصفه هوية

يتساءل هذا المحور عن الأساس الذي يحدد هوية الشخص وثباته عبر الزمن.

🗣️ الموقف العقلي – رونيه ديكارت

يرى ديكارت أن العقل أو الفكر هو جوهر الإنسان، وأن ما يجعل الشخص هو نفسه هو قدرته على التفكير.

أنا أفكر إذن أنا موجود”إذن هوية الشخص قائمة على الوعي الذاتي وليس على الجسد المتغير”

🗣️ الموقف التجريبي – جون لوك

يعتبر لوك أن هوية الشخص لا تقوم على الجوهر الميتافيزيقي، بل على الذاكرة واستمرار الشعور بالذات عبر الزمن.
فما دمتُ أتذكر أفعالي الماضية وأربطها بوعيي الحاضر، فأنا الشخص نفسه.

🧩 المحور الثاني: الشخص بوصفه قيمة

هل قيمة الشخص تُستمد من طبيعته أم من دوره في المجتمع؟

🗣️ الموقف الأخلاقي – إيمانويل كانط

يرى كانط أن الشخص غاية في ذاته وليس وسيلة لتحقيق أغراض الغير.
قيمته لا تُقاس بما يملكه أو يفعله، بل بقدرته على التصرف وفقًا للقانون الأخلاقي الداخلي.

“عامل الإنسان دائمًا كغاية، لا كوسيلة فقط”

🗣️ الموقف الاجتماعي – هيغل

يرى هيغل أن الشخص لا يحقق ذاته إلا داخل المجتمع ومن خلال الاعتراف المتبادل بين الأفراد.
فالقيمة الإنسانية تُبنى عبر العلاقة بالآخرين وليس في الانعزال.

🧩 المحور الثالث: الشخص بين الضرورة والحرية

هل الإنسان حر في أفعاله أم خاضع للحتميات؟

🗣️ الموقف الحتمي – سبينوزا

يرى أن الإنسان يظن أنه حر، لكنه في الحقيقة خاضع لضرورات الطبيعة، وأن الحرية الحقيقية هي معرفة أسباب أفعالنا والتصرف بعقلانية.

🗣️ الموقف الوجودي – سارتر

يؤكد أن الإنسان محكوم عليه بالحرية، لأنه لا يملك طبيعة مسبقة تحدد أفعاله، بل هو من يختارها ويمنحها معناها.

“الإنسان مشروع يتجاوز ذاته”

💡 خلاصة الدرس

الشخص كائن عاقل وحر وواعٍ بذاته، تتحدد هويته من خلال الفكر والذاكرة، وتُقاس قيمته بقدر احترامه للقانون الأخلاقي وعلاقته بالآخرين.
لكن هذه الحرية ليست مطلقة، بل تتفاعل مع الضرورات الطبيعية والاجتماعية التي تحيط بالإنسان.

✍️ أسئلة للتفكير والنقاش:

هل يمكن للشخص أن يكون نفسه دون ذاكرة؟

هل الحرية المطلقة ممكنة في ظل القوانين والقيود الاجتماعية؟

ما الذي يمنح الشخص قيمته الحقيقية: وعيه أم أفعاله أم اعتراف الآخرين به؟